13 ـ أبو الفرج الأصفهاني (284 ـ 356هـ) (897 ـ 966م)

أبو الفرج عليّ بن الحسين بن محمّد بن أحمد الأصفهاني، من أعلام الأدب في القرن الثالث الهجري، وسليل الأسرة الأموية. ولد في أصفهان سنة 284هـ/897م، ثم هجر مسقط رأسه إلى بغداد وأقام بها، وفيها تلقى علمه عن أعلام اللغة والرواية كأبي بكر بن دريد، وأبي بكر بن الأنباريّ، والفضل بن الحُباب الجُمَحيّ، وعلي بن سليمان الأخفش، ونفطوية، ومحمد بن جرير الطبريّ، وأحمد بن جعفر. وتعددت مروياته وحصيلته المعرفيّة من الشعر والأغاني والأخبار والآثار، والأحاديث، والنسب واللغة، والنحو، والخرافات، والمغازي والسير، وما يتصل بعلوم البيطرة والطب والنجوم، والصيدلة، ولذلك استحق أن يوصف بالعلامة النابه الإخباري، الحافظ. وتأهل للعمل كاتباً لدى ركن الدولة، فوفّر له ذلك الحظوة عند سيف الدولة الحمداني (أمير حلب)، فالصاحب بن عبّاد، ثم انقطع إلى الوزير الحسن بن محمّد المهلبيّ، ووزير معز الدولة البويهيّ، فكان أبو الفرج من خاصة ندمائه، وله فيه عدد من المدائح.

اتفقت المصادر على أن أبا الفرج كان أمويّ النسب، شيعي المذهب، وتعود شهرته في تاريخ الأدب العربي إلى تأليف كتابه (الأغاني)، فهو أضخم مؤلفاته، ولكنه ألف كتباً أخرى مثل: أخبار القيان، وأشعار الإماء والمماليك، وأخبار جحظة البرمكي، وأيام العرب. وجمع عدد من دواوين الشعراء ورتبها على الأنواع والأغراض، كدواوين أبي تمام، وأبي نواس، والبحتري، وله كتاب في النفس، ورسالة في شرح أصوات الأغاني، وكتاب أدب السماع، وغيرها من المؤلفات ذات الطابع الإخباري، ومعرفة الأنساب.